رواية شيقة جوري و شاهين بقلم بسمله بدوي
و عندما ياتي المساء كانت هاله توصل السيدة كاريمان الى غرفتها و قد تقرأ لها قصة قبل أن تخلد الى النوم و بعدها تتوجه هاله الى غرفتها لتستذكر دروسها و لكن دائما ما كانت تفكر في والدتها الغالية أما باسل فلم تره هاله طوال الوقت لأنه كان مشغولا للغاية و قد كانت تتساءل هل يتعمد عدم مقابلتها استيقظت هاله يوم الخميس و هي تفكر كيف ستطلب أن تغيب ليومين متتالتيين حتى تزور والدتها و كيف ستطلب الراتب الذي تنتظره بشدة ارتدت هاله ملابسها و قررت أن تقابل باسل قبل أن يذهب الى عمله و بالفعل نزلت مبكرا عن موعدها لتجده يجمع أوراقه و يستعد للخروج فرفع رأسه حين أحس بوجودها فقال لها
هاله بخجل صباح الخير
باسل ايه عندك محاضرات بدري كده
هاله لأ بس كنت عايزه حضرتك في موضوع
باسل باهتمام خير يا هاله
هاله أنا محتاجه أسافر البلد أطمن على أمي
باسل هتقعدي أد ايه
هاله وعينيها
تلمع من سعادتها بموافقته يومين بالضبط و هرجع ان شاء الله
باسل طيب تحبي أخلي السواق يوصلك
هاله أجابت بسرعة لا لا مفيش داعي أنا هركب القطر
باسل وهو يمد يده بمظروف كويس أنك لقيتيني عشان أسلمك مرتبك
هاله وهي تتناول المظروف بفرح بالغ متشكرة اوي
باسل مش هتعدي الفلوس
هاله أنا عارفه انهم 3000 جنيه
باسل لا يا هاله
هاله وهي تشعر بالحزن أيمكن أن يكون قلل الراتب لكنها تحتاجه بشده .. يا رب
باسل لا يا هاله انا زودتلك ألفين جنيه عشان تشتري أي حاجه محتاجاها لبس أو اي حاجه زي اي بنت
هاله وهي تشعر بالامتنان لباسل مش عارفه أشكرك ازاي
باسل أنا اللي لازم أشكرك على معاملتك لوالدتي و اهتمامك بيها
هاله ربنا يخليهالك
باسل هتسافري امتى
هاله انا هخرج من الكليه عالمحطه
باسل طيب خلي بالك من نفسك وسلمي على والدتك
و خرجت هاله وهي تشعر أن الله قد استجاب لدعائها وظلت تتخيل أنها تصل الى المستشفى وتقدم المال الازم لعلاج والدتها و تبدأ في الاطمئنان عليها أنهت هاله محاضراتها و توجهت الى محطة القطار و استقلت قطارها و مر الوقت بسرعة و توجهت على الفور الى غرفة والدتها لتجدها نائمة لكن وجهها يكسوه الألم فقبلتها في رأسها برقة و قالت
الأم تفتح عينيها ببطء هاله .. انتي جيتي أتأخرتي عليا ليه بقالي شهر ماشفتكيش
هاله معلش يا حبيبتي أصلي لقيت شغل و قبضت مرتب حلو اوي وخلاص هنبدأ غسيل الكلى
الأم الحمد لله ربنا يوسع رزقك يا بنتي و الدراسة عاملة فيها ايه
هاله مټخافيش عليا ان شاء الله هتعين معيدة بعد ما أتخرج
الأم ربنا يكرمك يا بنتي
جاء الطبيب السام عليكم
هاله و عليكم السلام أنا جيبت الفلوس عشان غسيل الكلى
الطبيب طيب كويس هنبدأ من انهارده ان شاء الله
أحست هاله بالسعاده أن والدتها في طريقها للشفاء و رفعت عينيها للسماء تحمد الله على ذلك.
كان باسل جالسا في مكتبه رافعا ساقاه للأعلى سارحا بخياله في هاله لم يفكر بها كثيرا لما يتعمد الهروب من رؤيتها ما الذي يميزها رقتها أم طيبة قلبها أتراه معجبا بها و ماذا عن خطيبته لي لي أليس مقتنعا بها أم أنه خطبها فقط لأنها تناسبه اجتماعيا هل سيحتمل غياب هاله عن المنزلقضت هاله يوم الخميس مع والدتها تطعمها بيدها و تحكي لها عن عملها الجديد واستطاعت ان ترسم البسمة على شفاة والدتها الحنون و في المساء ودعت والدتها و ذهبت لتبيت في منزلها وحيدة أعدت كوبا من الشاي و جلست تشربه و رغما عنها وجدت صورة باسل ماثلة أمامها حاولت منع نفسها من التفكير به لكنها لم تستطع هل يحب لي لي هل سيتزوجها بالطبع سيتزوجها فهي باهرة الجمال كما أنها من عائلة ثرية مثل عائلته كما أنها تتعامل معه كأنه تربطهما قصة حب كبيرة ..نامت هاله
و هي تفكر في باسل و رأته في الحلم يضحك و هو يمشي بجوار لي لي .
مر يوم الجمعة مملا للسيدة كاريمان التي افتقدت هاله كثيرا و عندما دخل عليها باسل ليطمئن عليها قالت له
كاريمان هي هاله هترجع امتى
باسل تقريبا بكره الصبح
كاريمان انت عارف رقم موبايلها
باسل لأ يا ماما هي معندهاش موبايل
كاريمان ازاي ده انت لازم تجيبلها موبايل عشان لما أحتاجها الاقيها
باسل و هو يبتسم حاضر يا ماما بس انت اهدي شوية
كاريمان انا خلاص اتعلقت بيها جدا
باسل و هو يفكر بصوت عالي ايوه هي انسانة رقيقة اوي
كاريمان امال فين لي لي هانم مجاتش تزورنا ليه بقالها مده
باسل مش