الجزء الثالث
الجزء الثالث بقلم زينب_سمير
التي فجرتها صور بشكلها وهي تلف الشال حول عنقها ووجها في أول انفجار وثاني انفجار في اخر انفجار في وفي وفي
صور وهي بين أصدقائها الفدائيين تتلقي اخر المعلومات أو الأوامر
كل شئ كان تحت رقابته منذ أول يوم للان كانت تماما أمامه
هو يعلم عنها كل شئ
تنهدت وهي تدخل تلك الأشياء داخل الخزنة
ولكن قبل أن تغلقها جذبت أحد المذكرات وفتحتها من المنتصف ربما
ليعلم الجميع أن هذا اليوم كان كفيل بتغير حياتي كان اليوم الوحيد الذي شعرت فيه اني انسان ...ليعلم الجميع أن ذلك الساكن داخل ضلوع صدري كان يشهق مطالبا بالمزيد ...شفاهها نعيم لم اكن لاسمح أن انحرم منه
ثم وضع نهايته تاريخ....كان التاريخ الخاص بيوم زفافهم
في احد البنايات الجديدة...
هتفت وهي تنظر لأحد اللوحات التي توجد علي أحد الجدران
_البيت جميل اوي ياامير....متوقعتش أنه هيكون كدا ابدا
هتف ببسمة رائعة
هتفت بنفي سريع
_لا هو كدا تمام...تمام اوي
امير
_بجد
ريما
_بجد....انا اصلا دايما بيعجيني رأيك...لأنه رائع
رد بزهو مصطنع
_طبعا رائع...مش اخترتك انتي تكوني مراتي
ابتسمت له بحب ممزوج بتوتر من المستقبل
ليقترب هو ويمسك بيديها بين يديه وهو يقول لها محاولا أن يطمنها
بحاول كل مرة أبعده اكتر..لكن للاسف مش هيتنسي...معلش من غير للأسف لاني فرحان بالجزء دا ياريما...لكن اعرفي اني بجد بحبك وبحس بأحاسيس رائعة وانا معاكي
_انا مطمنة اني معاكي...وفرحانة اني ليا مكان في قلبك حتي لو كان صغير
بيده الثانيه أمسك هو يدها والاخري بدلها بحيث أصبحت يدها بين يديه وليس يده بين يديها
ومال بشفتيه مقبلا الاثنين وهو يقول
_بحبك ياريما...بحبك اوي
كانت تسير في حديقة المدرسة بعقل شارد وهي تاكل وجبة طعامها تفكر في دراستها وحياتها عموما هي تتمني أن تمر تلك السنين من عمرها كتفكير معظم الأشخاص تتمني أن تصبح الآن في مرحلة الجامعة وفي السنة الأخيرة أيضا تتخرج وتبدأ تعمل وتثبت ذاتها وسط المجتمع ازدحمت الأفكار في عقلها ولكن قطع تلك الأفكار
_سما...سما
انتبهت للصوت لتنظر له بعدم فهم وحاجبيها معقودين قائلة
_نعم...في حاجة
وضع يده خلف رأسه باحراج ثم قال
_الحقيقة انا سمعت انك من أوائل المدرسة وكدا فكنت عايز بس منك تعطيني كل التلخيصات للدروس اللي فاتت لاني مكنتش بحضرها وحاولت أخدهك من ياسر لكن....
اكمل بصوت هامس
_خطه يقرف
ضحكت وهي
تقول
_طيب انا مش جيباهم انهاردة علشان المواد دي مكنتش عندنا النهاردة فبكرة أن شاء الله هجبهملك
فارس بشكر وامتنان
_تمام...شكرا ليكي اوي ياسما
قال تلك الكلمات وغادر
لتقول هي بهمس
_عفوا يا...فارس
في مقر شركات الشيطان...
في مكتب بلال...
كان يجلس بلال ويجلس مقابلا له معاذ الذي كان يقول
أقر بوجوب منح 962_القرار رقم إسرائيل فرصة تانية للعيش لكن بسلام لكن القرار دا كان عليه هجوم فظيع علشان كدا تم تعديله تماما حاليا فلسطين في دول بدأت بتقديم ليها مساعدات زي ترميم مباني واهتمام بالمظهر الخارجي للدولة... اهتمام برجالها وتوفير فرص عمل كبيرة ليهم.. أي شخص كان مهاجر لو حابب يرجع لبلده بيرجعوه وهكذا ...الحقيقة في تدخل فظيع منهم
بلال بهدوء وهو يطرق بالقلم علي الطاولة امامه
_دا شئ جميل...لما الايد تبدأ تنسحب ...وتعرف أية اللي ناقصهم لسه علشان يعرفوا يبدأ في مرحلة جديدة قدم ليهم كل المساعدات بدون الرجوع ليا حتي ..مفهوم
معاذ
_مفهوم
لينظر بلال لساعته ثم يقف ويغلق زرار البدلة وهو يقول
_يلا علشان الاجتماع
معاذ وهو يقف أيضا
_يلا
خرجوا ليجدوا رانيا بانتظارهم وبيدها كل الاوراق اللازمةلينظر لهم بلال قليلا قبل أن يتركهم ويغادر وهو يقول
_رانيا في مشوار هروحه بسرعة قبل الاجتماع علشان كدا خلي معاذ يوصلك
ولم يعطيها فرصة للرد
لتقول هي بخجل من معاذ
_طيب انا هاخد تاكسي واحصلكم
معاذ
_بلال اعطي أوامر ولازم تتنفذ ولا تحبي تستقبلي غضبه
رانيا بضحكة خفيفة
_لا علي اية الطيب احسن...يلا بينا
اشار لها أن تتقدمه قائلا
_اتفضلي
كانت تسير في بهو القصر الكبير وهي تمسك بيدها هاتفها تحادث ريما وأميرة عبر الواتس قبل أن تقع فجأة علي الأرضية دون سابق أنظار أمام نظر الخادمات التي تجمعت سريعا حولها وهو يرون الډم يخرج من رأسها
ومن بين قدميها
لتقول أحد الخادمات سريعا پخوف
_حد يقول لبلال بيه علي اللي حصل...واتصلوا بالاسعاف بسرعة...يلا اتحركوا دي بټموت
في احد المستشفيات الخاصة التابعة للشيطان
كانت تجلس فيروز الباكية وبجوارها سعاد تحاول أن تبث داخلها الهدوء بقدر ما تستطيع بجانب ذلك وجود ريما وأميرة وامير الذين منذ معرفتهم الخبر وهم في حالة توتر لا يمكن وصفها بكلمات وعلي مقربة منهم كان يقف حسان بحزن علي حال ابنته وبجواره وقف فارس ومعتز وعبد الرحمن
أشخاص لا حصر لها بالإضافة لميرا التي دخلت العملية لتتابع معهم حالتها فهي أيضا دكتورة جراحة عامة
بينما هو...
كان يقف في شرفة التي توجد في الممر مربعا ذراعيه أمامه صدره وساندا ظهره علي الحائط بجواره كما اثني أحد رجليه وسندها علي الحائط
يظهر علي ملامحه الجمود...بينما بداخله يوجد صراعات لا أحد يشعر بها
يخشي أن تضيع بين يديه...يخشي أن تكون تلك النهاية
يخشي...نعم الشيطان يخشي
منذ ساعتين وهو يقف تلك الوقفة الجامدة ينظر للخارج غير مهتما بما يحدث بالداخل
حتي جائت اللحظة المناسبة وخروج الطبيبه ومعها ميرا التي ظهر عليها الإرهاق
بخطوات شبة راكضة وصل الجميع إليها
لتنظر هي لهم وللشيطان خصيصا بتوتر ثم تقول
_مدام فريدة اتعرضت لارهاق بدني شديد خاصة حول منطقة الجنين لفترة طويلة ودا اللي سبب الڼزيف وكويس انها جت في الوقت المناسب لان لو استمر الڼزيف لاكتر من كدا كنا للأسف فقدنا الجنين
ارتسم علي ملامحهم الزهول قائلين
_جنين
الطبيبة ببسمة
_شكلكم مكنتوش تعرفوا....حاليا هو كمل خمس اسابيع
فيروز بقلق
_طيب وراسها يادكتورة....كانوا بيقولوا پتنزف
الطبيبة بعد أن تنهدت بحزن
_للاسف مش عارفة افسر حالتها نهائي...ولية ڼزفت من دماغها
امسكها بلال فجأة من تلابيب جاكتها الابيض قائلا پعنف وهو يرفعها له حتي أصبحت قدميها لا تلامس الارض
_يعني أية مش عارفة تفسري..اومال اسمك دكتورة ازاي
معتز وهو يحاول أن يبعده عنها
_يابلال تهدأ..دي واحدة ست..مينفعش كدا
بلال پغضب
_ست.. راجل..اي مخلوق.. المهم تشوفلي حل وتعرف أية اللي بيحصلها بالظبط
الدكتورة بړعب من حالته تلك وهي مازلت مرتفعة عن الأرض
_لو سمحت نزلني...مينفعش كدا
تركها بأهمال لدرجة أنها سقطت بقوة بعض الشى علي الأرض لتنهض سريعا تلك الطبيبة ذات الاربعين ربما من عمرها وتقول
_انا توقعت أنه ممكن يكون تكدس مجموعة دموية عالية في الدماغ بس دا لو الشخص قعد لفترة طويلة برضوا غير متزن وقاعد قعده مش مظبوطة
اغلق وقتها بلال عيونه پألم علي حالها...فهو السبب بكل ذلك ..هو السبب
ريما بدموع
_طيب هي هتفوق أمتي
الطبيبة
_مش اقل من اربع ساعات
اؤمات لها ريما وشكرتها بهدوء لتستأذن الاخري وتغادر سريعا من أمامهم
بعد مرور أربع ساعات كاملة...
كانت تجلس العائلة ملتفة حولها بالإضافة لاصدقائها وهي تنظر حولها كل دقيقة والاخري وتوجه نظرها أيضا ناحية الباب منتظرة دخوله تخشي رد فعله لكن أيضا تذكر نفسها أنه هو السبب في كل ما يحدث
فاقت من شرودها علي صوت فيروز قائلة
_ديدا انتي لسة زعلانة مني انا وبابا
نظرت لها ثم لوالدها ولم تتحدث
ليقول والدها بحزن بالغ
_انا اسف يافريدة والله انا مش عارف اتصرفت كدا ازاي...لو عايزة بلال يطلقك دلوقتي أنا هعملك اللي عايزاه
فريدة وهي تنظر له
_يعني انت مستعد تقابل ڠضب الشيطان علشاني
هتف سريعا
_ايوا مستعد بس سامحيني
ابتسمت وهي تقول
_مجرد كلمة انك مستعد تعمل كدا علشاني فرحتني...انا مسمحاكم من زمان اصلا..ومستحيل في يوم من الايام ازعل منكم
ابتسمت فيروز بشدة وهي تقترب وټحتضنها وتابعها بعد ذلك حسان
ليقول فارس بمرح
_متخدوش بالكم ياجماعة اصلها الكبيرة بقي والدلوعة بتاعتنا
ليضحك الجميع علي كلماته
وبعد مرور بعض الوقت سمعوا طرقات خفيفة علي الباب ومن ثم دخول بلال بملامح متجهمة غاضبة عرفتها فريدة علي الفور ولكن حاولت بث الامان داخلها وهي تقول إن هو السبب في ماجري لها وليس العكس
بينما هو قال وعيونه لم تقابل عيونها بعد
_ها مش هتروحوا
ضحك معتز وهو يقول
_انت بتطردنا ولا اية يابلال
بلال وهو يطالعه ببرود
_اهاا
ميرا
_طيب مين هيبقي المرافق مع فريدة
خرجت اصوات الجميع هاتفه
_انا
لينظر لهم بلال ثم يبعد نظره عنهم بلامبالاة قائلا
_مفيش غيري هيقعد معاها....هي كدا كدا بكره الصبح هتبقي في القصر
جائت لتعترض فيروز قاطعها قائلا
_اعتقد كلامي واضح...محدش غيري هيقعد معاها
ليبدأ الجميع بتوديعها ثم يخرجون
خرجت ريما وهي لا تعلم الان اتسعد بأن حياة صديقتها يبدو أنها هادئة مستقرة ام تحزن وهي تعلم أيضا أن بلال لا يعاملها إلا كما يعامل الجميع
خرج امير وهو يحاول تهدئته قلبه بانها اخيرا أصبحت بخير
خرجت فيروز سعيدة وكذلك حسان
خرج الجميع بمشاعر مختلفة تماما عن المشاعر التي دخلوا بها الي ذلك المكان
بينما بالداخل...
بمجرد خروج اخر فرد توجه نحوها سريعا وقال پغضب عنفواني حاد
_انتي كنتي عارفة انك حامل صح
نظرت له ببعض الرهبة وهي تبتلع ريقها پخوف وهي تحاول أن تتحدث لكن لم تستطيع
ليقول پغضب أشد
_قولي...كنتي عارفة
نظرت للاسفل وهي تقول
_اها
استمع الكلمات تلك وتنفس بقوة قبل أن يقول بصوت عالي
_ومقولتيش لية يافريدة...ولا كنتي بتفكري تنزليه من غير معرف كمان
فريدة بدموع
_انا مفكرتش في كدا والله...وانا عرفت في وسط الاحداث اللي حصلت دي والسفر وكدا...وبعدين لو كان هينزل كان هيبقي بسببك وبسبب اللي حصل امبارح
بلال
_حصل أية امبارح...انا مملتش المروحة تشتغل لو تفتكري...انا بس علقتك فيها
فريدة بصړاخ
هي أيضا
_وهو دا شئ عادي انك تعلقني...انتي متجوز حمارة يعني ولا اية انا مش فاهمة
بلال بحدة
_الدكتورة قالت إن البيبي دلوقتي كويس...لو عرفت أنه حصل له حاجة مش هيكفيني فيه عمرك المرة دي فاهمة ولا لا
فريدة
_علي فكرة دا ابني برضوا
بلال پغضب
_كلامي مفهوم ولا لا
فريدة بدموع
_ياريته كان ماټ فعلا
امسكها من شعرها بقوة صارخا
_روحك هي اللي كانت هتطلع معاه
قالت بصوت ضعيف متعب
_انا قولتلك أن انت السبب
بلال
_اللوم عليكي انتي وبس لانك كنتي تقدري تقوليلي وانا مكنتش هعمل كدا اكيد
قالت فريدة ببسمة شړ غريبة
_انا كنت عيزاك تعمل كدا وكنت عايزه الطفل كمان يحصل فية حاجة علشان تفضل طول عمرك ندمان..تعرف مقلتش وكنت حاسه اني هيحصلي حاجة انا وهو لية علشان ببساطة الدكتورة قالت إن الحمل مكنش ثابت وفي اي لحظة كان ممكن ينزل
لتبكي هي بعد