ڠضب القرين الجزء الثالث

السيارة وخرجت بها من البوابة الخارجية للقصر وأتجهت الى منزلى...
طوال الطريق كنت أفكر في الورطة التي ورطت نفسي فيها ...
وفجأة دق جرس هاتفي المحمول فوجدته صلاح فأستقبلت أتصاله فقال أين انت يا مسعد
شعرت بغرابة اتصاله..
فرددت عليه قائلا في طريقي الي منزلى أولا ثم سأذهب الى المقپرة...
فقال صلاح لا تذهب قبل أن أقابلك ...
فسألته متعجبا فقد ظننت ان الرئيس قد غير الترتيبات ويود ان اذهب للمهمة بصحبة صلاح فقلت هل حدث شيء ياصلاح
فقال لى صلاح بصوت مكتوم لابد ان أقابلك يامسعد وهذا لمصلحتك ...
فحددت له احد المقاهى فعرف صلاح عنوانها واتفقنا على ان نتقابل هناك...
وصلت الى المقهى وجلست بأحد الطاولات الخارجية حتى يرانى صلاح بسهولة...
واثناء انتظارى له كنت اشعر بتوتر شديد...
حاولات اشغال عقلي بالازدحام والبشر التي تسير مجموعات تذهب وجماعة تعود وسيارات تمر طوال الوقت...
والاصوات المتداخلة للناس وهي تتحدث...
لا أدرى لما اشعر بالراحة وانا اري ذلك!!
رغم اننى كنت اراه يوميا دون ادنى شعور على العكس كنت لا أطيق هذا الازدحام!!
هل لأننى أتمنى ان أكون طبيعي مثل الناس التي تمر أمامى ! هل أشتاق لأعيش حياة طبيعية مثلهم!
أم لأننى أشعر بالأمان وانا بين هذا الازدحام!
في الحقيقة أنا أشعر بالفعل بكل ذلك ...
واستحسنت أيضا قرارى بالمقابلة هنا مع صلاح فأنا لا أعلم ما الذى كان ليحدث اذا تقابلنا في بيت الأشباح الذى أعيش فيه فعلى الأقل لن يجرؤ أحد منهم في الظهور علانية أو أذيتى علانية أمام كل هذا الجمع من البشر...
مرت تقريبا 30 دقيقة ..
فرأيت صلاح قد ترجل من سيارته وأشار الى وهو قادم بأنه يرانى ...
جلس صلاح بجوارى وهو يتنفس بسرعة جراء هرولته ليقطع الطريق من مكان وقوفه بالسيارة الى المقهى في الطرف المقابل للطريق...
وبعد أن أنتظمت أنفاسه قال اريد منك أن تكون صريحا يا مسعد !!
فنظرت اليه في تعجب قائلا ولما قد أكذب عليك ! وحتى ولو .. فليس بيننا أي روابط أو صداقة الا اننا فقط نعمل لدى نفس الشخص ...
نظر الى صلاح في ضيق وقال قد يكون يا مسعد ولكن ما سمعته بعد أن ذهبت جعلنى أشعر بالفضول والتعجب والشفقة على ما انت مقبل عليه...
فشعرت انه يجب ان انبهك...
شعرت بالتوتر والقلق فقلت له لا أفهما ماذا تقصد ياصلاح ما الذى حدث بعد ذهابي ..تكلم!!
فقال صلاح لقد سمعت الرئيس يتكلم مع هذا الساحر القذر الدحداح عنك...
فأقتربت أكثر لأسترق السمع فهذا الساحر هو المعنى المتجسد للشړ على الأرض وهو أساس كل المصائب التي تحدث وهو من أقنع الرئيس بالعمل لصالح السحرة و المشعوذين وسمعت انه يعمل لدى منظمة سرية فاسدة لها علاقة بالسحر الأسود ...
وهذا ما جعلنى أشعر بالقلق ...
كنت انصت الى صلاح فقلت له اتفق معك تماما فيما يخص الدحداح هذا فأنا لا استريح لؤيته أبدا...
فقال صلاح لقد كان يخبر الرئيس انك شخص مميز وغريب ..
فقاطعته وانا اضحك مميز !!
فقال صلاح لا تقاطعني يا مسعد ولا تأخذ كل الأمور بسخرية فالأمر جد خطېر...
فألتزمت الصمت ..
فأستطرد صلاح قائلا لقد كان يقول كلاما غريبا عن انك انفصالى وان عند حضورك دوما تأتى بلا قرين وهو ما يزعجه لأنه أعتاد أن يرسل اتباعه لتقييد قرين الشخص واستجوابه ومعرفة كل شيء عن حياته ...
بينما انت لم يستطع ان يفعل معك ذلك فكلما ارسل اتباعه كانوا يرجعون اليه قائلين ان قرينك ليس معك وهو ما جعل امرك غامضا بالنسبة اليه كما انك اثرت فضوله...
كنت اشعر بالتعجب مما أسمعه ...
وفى الحقيقة شعرت بصدق صلاح فقد سمعت مايشبه ذلك في تلك المرة التي سلمت فيها المطلوب بالمهمة الأولى ولم اعر للكلام اهتماما...
فأثرت ان استمع لصلاح للنهاية...
فأكمل صلاح كلامه قائلا وقد برر الدحداح ذلك بأنك من الممكن الا تكون بالغباء والسلبية التي تظهرها للجميع ولكنك تتظاهر بذلك ...
وعلل بأن السبب هو انك استطعت السيطرة على قرينك وتسخيره لخدمتك وهذا سبب عدم خۏفك من اى شيء وبذلك فأنت خطړ وأقوى مما تحاول ان تظهر نفسك به أمام الجميع وهو الاستنتاج الأقرب كما قال الدحداح...
وهنالك استنتاج اخر ولكنه لا يحبذه وهو ان قرينك قد تعرض على يد كيان من الكيانات القديمة أو مارد من مردة الجن النارى المقاټلين وهو أمر لم يثبت أن حدث أبدا على الرغم من ان هنالك احداث تتحدث عن امر مشابه لذلك ولكن لا دليل لها ... وحتى وان حدثت فستعد سبق واكتشاف عظيم له سيتباهي به ويقدمه لتلك المنظمة المنتمى اليها...
هكذا كان يقول الدحداح...
ظللت صامتا لا اعرف ماذا أقول فهذا الدحداح الغبي عرف بأن دعسم ليس معى ولكنه برر ذلك بتبريرات غير الواقع تماما ..
وفى نفس الوقت كيف سأشرح لصلاح ان الدحداح مخطئ وان قريني معي ولكنه يحميني من قرين متمرد أخر!!
فهو لن يصدق هذا الهراء منى علي اى حال...
فقررت الا ابوح له بالحقيقة وسأستفيد مما قاله بأخذ حذرى مما ينوى الدحداح فعله معي..
فأستطرد صلاح قائلا كان الرئيس يستمع اليه في تعجب...
وأعلم يا مسعد بأن الرئيس يصدق هذا القذر في كل حرف حتى أننى أشعر بأن الدحداح يسيطر على الرئيس كليا...
فقال له الرئيس هل تقصد بأن هذا الفتى قد يكون ساحرا او مشعوذا قويا!!
فقال الدحداح اظن ذلك صحيحا بنسبة كبيرة فهذا الفتى ليس سهلا كما يظهر للجميع أعتقد ان خلفه سر كبير ويجب أن اعرفه...
ثم أستطرد قائلا دعنا ننتظر الى ان يحضر المطلوب لصديقنا ادوارد وهو الرجل الغريب الأصلع الذى رأيته يا مسعد..
فأومئت له برأسي أننى افهم مقصده..
فأستطرد صلاح قائلا هذا الرجل خطېر يا مسعد انه من سحرة الفودو..
نظرت اليه في عدم فهم قائلا وما الذى يعنيه ذلك !
فقال صلاح لقد سمعت ان الفودو من أشهر أنواع المذاهب المتعلقة بالسحر الأسود ويعتقد العديد بأن مذهب الفودو وجد في أفريقيا منذ بداية التاريخ الإنساني ويمتد إلى 10 آلاف عام بالتحديد....
والمعروف أن الفودو هو مذهب ديني توفيقي متأصل في غرب أفريقيا وما يؤكد ذلك هو بشړة ولكنة ذلك الزائر الغريب الذى رأيته ...
والفودو هو نوع من أنواع السحر الأسود الذي يقوم أهله باستخدام الأشباح والجن لخدمتهم ويقومون بعمل دمي تحتوى على أي شيء يخص المراد اذيته شعر او جلد او ملابس ...
أي شيء يخص المراد اذيته بشرط ان يكون مستعملا ولم يتم تنظيفه وبطقوس معينة يقومون بها لا أعلم تفاصيلها يصنعون تلك الدمية التي تشبه من يريدون ايذائه الى حد ما ..
ويغرسون الابر بجسده وكل مكان يغرسون فيه تلك الابر يصاب به المأذى في الحقيقة حتى اذا انتهوا من أذيته احرقوا الدميه وجعلوه يشعر الاحتراق حيا الى ان ېموت...
هكذا سمعت ...
قد تكون بعض الأمور مبالغ فيها ولكن سحرهم الأسود الأكثر شړا وخطۏرة على وجه الأرض ...
كنت انصت لصلاح وانا لا أصدق ما أسمع...
فما أسمعه أصعب من أن يصدقه عقل !!!
فقلت له وما الذى يريده هذا الرجل منى أيضا !
فقال صلاح في الحقيقة لم اسمع شيء